دراسة محايدة لواقع الشيعة بالمنطقة الشرقية

المجلد الأول

مقدمة

 

لقد قدر الله علينا كأسرة أن نعيش خارج البلد لسنوات امتدت لعقدين من الزمان، وخلال هذه الفترة عشنا بعيد عن مجتمعنا وعن أخباره، فكما أفادني والدي ووالدتي انهم كانوا على اتصال دائم مع مجتمعنا الأم خلال السنوات الخمس الأولى، وبدأ هذا التواصل في الاختفاء تدريجيا حتى انتهى كليا مع نهاية العقد الأول لغربتنا، وكان والدي حريصا على أن نتعلم اللغة العربية لأنها لغة القران ومن لم يتقنها فأنه لن يفهم القران، كذلك فأن والدي كان يقول دائما أنه مهما طالت فترة بقائنا في الولايات المتحدة فلا بد أن نعود يوما ، ومع بداية كلام والدي عن رغبة في العودة إلى بلادنا بعد أن زادت مضايقات أصحاب البلاد التي كنا نعيش بها، ازددت شوقا لمن كان والدي يحدثني عنهم وكيف انهم من أفضل المجتمعات تطورا ونقاء فكريا وعقائديا، وانه سيريني مجتمعا شيعيا نموذجيا سيذهلني وسيمحى إعجابي بالحضارة الغربية الزائفة (على حد تعبيرة)، و كيف انهم بروحانياتهم وفعالياتهم الراقية سينسوننا المضايقات التي نتعرض لها بصفتنا عرب اولا ومسلمين ثانيا، وللحقيقة فأن هذه المضايقات لم تكن تزيد عن بعض النظرات الحادة التي تنم عن غضب وعدم رضا لوجودنا بينهم، وفي أسوء الأحوال قد يصل الأمر الى اللقاء بعض الألفاظ الغير مقبولة، وعلى كل حال فقد قرر ابي أن نعود الى بلدنا وان نلتقي بأهلنا اللذين لا يوجد مثلهم أي أحد بالدنيا كلها من ناحية الفهم فهم اتباع مذهب اهل البيت سلام الله عليهم واللذين هم الفرقة الصحيحة الناجية، وبالفعل فقد عدنا الى أهلنا في المنطقه الشرقية، ونظرا لأن ابي قد قام بتكوين ثروة لا بأس بها، لم نجد أي صعوبة تذكر في شراء منزل وايجاد أعمال مرموقه لكافة أفراد الأسرة تقريبا، واليكم فيما يلي ما قد واجهناه من فرق ووجدته وأكتشفت مالم يكتشفه أو لم ينتبه له أو ربما طنشة وسكت عنه أغلب الناس في هذا المجتمع، أما لعدم مقدرته على الكلام أو ابداء الرأي لأي سبب أو لوجود مصلحة له في بقاء هذه الأمور على حالة، وقد حرصت كل الحرص على عدم وضع أي أسماء لأشخاص، ولا حتى لكتب، ووضع التساولات والتحليلات وتركت للقارئ التأكد منها. وللعلم فأنه لا توجد أي غاية للسخرية أو الأنتقاص من قدر أحد من هذا البحث ابدا، وان الألفاظ التي أستخدمت، انما جاءت للتوضيح ولفت الأنتباه لا أكثر ولا أقل، أرجوا أن يكون هذا المبحث مفيدا، وان يحقق الغاية، منه وهي اصلاح بعض الأمور والأفكار الخاطئة وتنبيه الناس اليها.

 

 

 

 

 

 

أسباب وغرض هذه الدراسة

 

و توجب على أن أقوم بدراسة هذا المجتمع قبل أن أندمج فيه واخذ افكارة التي كانت غريبة علىّ، وقررت أن تكون هذه الدراسة مجردة جدا وبدون أي تحيز لأي جانب، وهذا ماقد تعلمته بالغرب أن أقوم بدراسة جميع الأمور التي قد تجد في حياتي بغرض تقيمها بشكل حيادي، لأقوم بتحديد موقفي منها، فأما أن اتقبلها على حالتها أوأن أبحث عن بديل، ونظرا لتوفر وقت كبير لدي يوميا، فقد قمت بحضور المحاضرات الدينية و بأقتناء العديد من الكتب الدينية، هذا عدا عن ما قد تم اهدائه لي من قبل الأهل والأقارب، وبغض النظر عن مصدر هذه الكتب فقد بدأت في قرائتها بنهم شديد وبتركيز كبير، فبدأت بالكتب التاريخية عن الأسلام وانجازاته وفضلة على البشرية في كل مجالات الحياة، وطبعا بصفتي، شيعيا فقد كانت جميع الكتب التي تم اهدائها لي تنتمي الى كتاب شيعه، وكانت هذه الكتب تتكلم عن الأسلام من محور واحد فقط لاغير، وهو محور أهل البيت والذي يشرفني أن أكون أحد المنتسبين اليهم، وكيف انهم وليس غيرهم من حمل الأسلام الصحيح الصافي من كل شوائب، بل هم من أكمل الرساله (هل نزلت الرساله على محمد ناقصه وتحتاج الى أكمال!!)، وان من تمسك بهم و ليس بغيرهم لن يخيب ابدا، فهم وليس غيرهم من عنده العلم بكل شئ وبكل صغيرة وكبيرة بهذه الكون، أي بكلام أخر أن كل مسلم غير شيعي الله يستر عليه من العذاب يوم القيامه، أجل هي الحقيقه، فمن أركان الأسلام عندنا نحن الشيعه هي الأمامه، وبالتالي فمن لم يؤمن بهذا الركن فقد كفر، فهذا الركن حاله حال الصلاة والحج فمن لم يؤمن بأحدهما فقد كفر، أي بكلام أخر أن باقي المسلمين غيرنا ونسبتهم 92%  لن يشموا رائحة الجنه مهما عملوا، فهي فقط لنا نحن أتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام.

 

 

 

علومنا الخارقة نحن الشيعة

 

ولعل أي محلل منطقي، لا يستطيع أن ينكر أننا كشيعه لم يظهر لنا من هذه العلوم أي شئ يستحق الذكر، فنحن نسمع دائما بهذه العلوم الا انك حين تبحث عنها في ارض الواقع لا تجد منها شيئا، الا بعض الإجتهادات الشخصية من بعض الأفراد، فنحن كغيرنا من المسلمين لم يظهر لدينا سوى قليل من العلماء اللذين ساهموا كغيرهم في بناء الحضارة الإنسانية، وللعلم فأنه لا يمكن تصديق بعض المطبلين بغير ذلك ممن يحشون الكلام في الكتب ولا يقدمون لك ولا حتى أي دليل واحد ملموس يستفيد منه الناس في هذا الأيام ويرع فضله الينا، وبالطبع فأنه لا يمكن مقارنة مساهمتنا بمساهمة الأغريقيين اللذين أخدنا منهم العلوم، حيث لم يكن هناك أي علوم قبل حركة الترجمة التي تمت للكتب الأغريقيةواليونانيه في عهد الخليفة المأمون، وكذلك لا يمكن مقارنة انتاجنا العلمي بالصينين والهنود اللذين يبلغ علمائهم أضعاف عدد علمائنا بعشرات المرات. وهذا ما قد لفت نظري بعد دراسة عميقة لسنوات متعددة بحثا وراء الحقيقة، حيث أننا نسمع دائما بأننا المسلمين من حمل شعلة العلم في الماضي ولا يوجد علم الان الا ويرجع الينا، حتى أن أحد الأصدقاء قد أخبرني بأن العرب لهم الفضل في أبتكار الأنترنت، كيف؟، يقول صديقي مبررا ذلك بأن المسلمين هم من أخترع الصفر الذي لولاه لما وجدت لغة الكومبيوتر التي تعتمد على الواحد والصفر!!، و لكم أن تتخيلوا ماذا يدور بعقل صديقي ايضا من أفكار أخرى مشابه تبين أن حضارة الغرب لم تأتي الا من معاملنا ومختبراتنا المتطورة التي كنا نخبئها تحت خيامنا خوفا من تسرب اسرارنا العلمية للغير.

 

كل علوم الدنيا عند أهل البيت وعند علماؤنا فقط

 

والحقيقة أننا دائما ما ندعي ويدعي معنا في ذلك شيوخنا و ماراجعنا، بأننا أهل العلم كلة و أن أئمتنا هم من أعطو العلم وحيا من الله، فمهما خرج لنا العالم وسيخرج لنا به من العلوم، فأن أئمتنا قد كانوا يعلمونه ويعرفونه تمام المعرفه، ويحضرني موقف حدث بيني وبين أحد علماء الدين، عندما سئلته: هل يعرف ائمتنا النظرية النسبية وأسرار صناعة القنبلة النووية، ويا للعجب أنه قد أجابني وبكل ثقه بأنهم كانو يعلمون كل هذا وبالتفصيل، وعندما سئلته عن أثبات، قال لي أن هناك الكثير من مؤلفات أهل البيت التي تدل وتبرهن على هذا، وأنه سيساعدني للحصول على بعضها ليفقأ عيني بدليل قوي وواضح لا يقبل التأويل، وها أنا ذا أنتظر هذه الكتب منذ أكثر من سنتين، حتى أن هذا العالم أصبح يتهرب مني حين أتصل به تلفونيا او القاه في أي مجلس.

 

  ولست الوحيد الذي يفكر في هذا فقد سبقني الكثيرين اللذين أخبروني أنهم حاولوا مرارا في هذا الأمر بدون جدوى، فالجواب غالبا يكون واحد وهل ان الائمة يعلمون علوم الماضي والحاضر، وكل ذلك بدون أي دليل سوى كلام شيوخنا ومراجعنا، وبما أنني كنت أبحث عن الحقيقة للتأكد مما سمعته عن صفات الائمة، فأنني لم ايأس بل أنني امسكت بأحد الشيوخ في أحد الأيام وطلب منه الدليل من عنده، كما وعدني من قبل، أو أن يدلني على من يملك هذا الدليل، وطبعا أمام حزمي، اجابني ذلك الشيخ بأنه لا يملك الدليل، الا أنه لا يشك أبدا في ذلك وهو مؤمن تمام بأنه كذلك، وان من يثبت لي هذا هو الحوزة بما تحمله من علوم الأولين والاخرين، فقررت أن أقابل خريجين الحوزة، وبعد عناء وعناء بسبب عدم تقبلهم للرد على أسئلتي التي اعتبرها البعض مشككه بينما وصفها البعض الاخر بالخبيثه، الا أنني لم ايأس ، واخيرا وافق اثنين منهم على اعطائي بعض من وقتهم الثمين للرد على كلامي، وأجتمعنا معهم أنا واحد الأصدقاء، ودخلنا في الموضوع بدون مقدمات وسئلنا عما يدور بقلوبنا من أسئلة حول علوم أهل البيت الخارقة في كل المجالات بما فيها الطب، وطبعا أخذ هؤلاء العالمين يشيدون بأهل البيت وفضلهم العلمي وخصوصا الطب، وقام أحدهم بأخراج كتاب وصفه بأننا سنصعق بما سنقرأ بين دفتيه، كيف أن أكثر المستشفيات تطورا بالعالم أعتمدت على تطوير طرق علاجها على علوم أهل البيت وطلابهم!!!، وربما سنتجه فور الأنتهاء من قراءة الكتاب للدراسة بالحوزة بشكل فوري!!!، وبعد تصفح الكتاب وجدنا أنه يتكلم عن الطب النبوي وطب اهل البيت وماورد عنهم من وصايا لعلاج الأمراض التي كانت موجودة في عصرهم، الا أنه لا يفيدك في شئ ابدا ولا يبرر لك شئ ابدا فبينما يتطابق بعض مافيه مع بعض الأكتشافات الطبيه ، نجد أن بعض الوصفات غاية في الغرابة ولا يفسر كيفية عملها، لا بل أن بعض الأعشاب والمستحضرات قد ثبت ضررها وتم حضرها بشكل رسمي، وبأختصار كان الكتاب عبارة عن وصفات طبية من الأعشاب وبعض المواد المتوفر في البيئة التي عاش فيها ائمتنا، وبعد أن طلبنا دليلا واضحا وليس طلسما بدون مبررات وبراهين، ثار علينا أحد العالمين وصرخ فينا بطريقة هستيرية، بأننا لسنا من الشيعه ولا يتشرف الشيعه بنا أبدا لأننا مكذبون بأحاطة أهل البيت للعلوم الدنيوية كلها، وان الكفار والمشركين لا يمكن أن يعلموا أي شئ لم يكن يعلمة أئمتنا.

 

وامام هذا الرفض ونظرات الشك والريبه قررت أنا وصديقي أن نغير، طريقة بحثنا لتصبح أقل استفزازية، وان نبحث عن اشياء أخرى غير العلوم التي يبدوا أن علمائنا لا يردون اخبارنا بها خوفا من أن تحصل أسرائيل على هذه العلوم وتزداد تطورا، وبالتالي تبهدلنا أكثر مما تفعل الان. والغريب أن علماؤنا وشيوخنا لديهم كل علوم أهل البيت الا أننا لا نجدهم قد استفادو من هذه العلوم في شئ، فهو من رأسة الى أخمص قدميه يعتمد على علوم الكفار، فالبسهم واكلهم ووسيلة اتصالهم وتنقلهم ودوائهم يأتي من الكفار أعداء دين أهل البيت، وطبعا لوقلت هذا الكلام لأحدهم لأجابك بتبرير مقنع وبالدليل القاطع ليجعلك تخرج من عندة وانت تكبر وتهلل وتلعنني لأنني أدخلت هذه الأفكار الجاهلية والغير منطقية برأسك. فعندما يتكلم رجل الدين يسكت الجميع، حتى أننا نقوم أنه حتى لو أقتانا بالخطأ فأن الذنب ذنبه، كل ذلك لنريح عقولنا عن التفكير ولو قليلا.

وطبعا تجد شيوخنا أكثر الناس ارتياحا لهذا، فهم من يفكر عنا و يوجهنا ويقودنا ، و بدونهم سنظل ونهوي في الجحيم، وبذلك لا حاجة لنا بالتفكير والسؤال عن السبب، فببساطه لا تجادل ولا تعترض أسمع ونفذ، فعلى الرغم من ادعائنا أننا أصحاب النقاش وأنه لا يمكن أن يحاجنا أحد الا وأفحمناه لقوة حجتنا ووضوحها، الا أنك عندما تدخل في نقاش تجد الكثير من غير المنطقي وغير المعقول، والذي عادة ما يكون مزيج من الخيال والواقع والأساطير التي لم يرهى أحد ولا يوجد أثبات عليها سوى بعض القصاصات من الوقع الذي لا يعلم أحد هل كتبت بغرض الهدية أم بغض التسلية والترفية لصفات أناس لا يوجد مثلهم ولا حتى في قصص الف ليلة وليلة.

 

 

 

صفات أهل البيت الربانية الخارقه، ومعجزاتهم

 

أعود لصفات أهل البيت سلام الله عليهم عندنا و التي قرأت عنها في كتبنا، فنجد أنهم قد تم اختيارهم وذريتهم من الله ليكون الخلفاء من بعد النبي محمد (ص)، بينما لم يحكم منهم الا الأمام على كرم الله وجهه، بعد تم ان حكم ثلاثة من الخلفاء قبله، فبالرغم من كونه يعلم الغيب وماسيحصل خلال حياته وبعد مماته حتى يبعثونا الا أن بعض الناس استطاعوا أن يستلبوا منه الحق الالهي ثلاث مرات وبالغصب وبحيل بسيطه ، وهم بذلك خالفو أمر الله ورغبته، ولعل المؤلم كل الألم أيضا أن يتم قتله وهو يصلي وهو يعلم بذلك ويذهب الى مكان قتله، بينما لم يستمر الأمام الحسن في الحكم أكثر من ستة أشهر، حيث كان حكمة جزئيا ولفترة قصيرة، وايضا استطاع معاوية أن ينحيه عن الخلافة بأتفاق ينص على أن يعطيه خراج أحدى الأمارات، وهنا يكمن السؤال: أذا كان الحسن قد اختيارة من فوق سبع سماوات ليكون امام المسلمين الثاني بعد ابية، فلماذا لم تتحق هذه الرغبة الربانية التي وجدت قبل ان توجد الأنسانية، ولماذا تنازل عن ما اختارة الله له منذ الأزل،وليس هذا وحسب بل فقد ترك حكم المسلمين لمن هو أقل منه مقاما وعلما، فبالرغم من أن الحسن لدية كل علوم الدين والدنيا فأنه لم يستخدم أي منها للأحتفاظ بحقه الذي وهيه الله اياه، الم يكن بأستطاعته أن يصنع بعلمه سلاح أو أداة تقبض على معاوية وتريح الناس مع، وخصوصا أهل البيت (س)، اللذين ذاقوا على يد يزيد وجيشة الذل والمهانة، ولعل هذا الأمر لم يتكرر مع الحسن فقط بل مع جميع الائمة الباقيين، حيث كان مصيرهم جميعا القتل والتعذيب من قبل الحكام واحيانا الناس مثل على والحسن، حيث مات الأول بالمسجد بطعنه، بينما توفى الاخر مسموما، فبالرغم من علم الحسن بكل الغيبيات وما سيحصل حاله في ذلك حال باقي الأئمة الا أن زوجته استطاعت أن تخدعه، وتضع له السم الذي مات به، ولعله لا يوجد تناقض أكبر من هذا، فالله يحدد الائمة والخلفاء بينما يسلط عليهم أسوء خلقه ليقتلوهم وينكلوا بهم وبأتباعهم.

 

لا أغرب في الخوض في التفاصيل التي ستطيل بحثى هذا وستجعلة سردا تاريخيا، بدلا من أن يكون بحاثا استقصائيا لواقعنا الذي نعيشه وما وصلنا اليه اليوم، لذلك فسأحاول أن أختصر قدر الأمكان، لنرجع الى ال بيت الرسول(ص)، لبحث الصبغة الالهيه التي صبغت بهم وببعض أتباعهم، فكما أسلفت أننا كموالين لهم، نؤمن بأنهم من أشرف خلق الله، ولعل هذا لا يختلف عليه أي مسلم، كذلك فأن لديهم بعض الصفات التي لا توجد الا عند الله والنبي فقط، ومنها أنهم يعلمون الغيب كله وانهم معصومون عن الخطأ وانهم انقى واطهر خلق الله واعلى مقاما حتى من الأنبياء،  وعلى ذكر الطهاره فقد سمعت الكثير من جماعتنا يرددون أن أهل البيت لم يكونوا بتبرزون او يبولون لكي لا تذهب طهارتهم ولا حتى لحظيا، وعند ذهابي لأحد العلماء وسؤالي له بهذا، أجابني بأن هذا الكلام مشكوك به قليلا! ولكن هناك العديد من الرويات التي تثبت أن فاطمة الزهراء هي كذلك، وانها لم تحيض ابد، لذلك فعندما اراد الأمام على ان يتزوج عليها فقد نهاه الرسول عن ذلك لعدم وجود حاجة لذلك مع عدم وجود الحيض، وصدقوني أنني كدت أن أضحك لهذا في وجه ذلك الشيخ المهيب، الا أنني لم أفعل، وسئلت الشيخ سؤال صفات أهل البيت، فبدأ يحكي لي لمدة ساعتين عن بعض الصفات الالهية والمعجزات التي حصلت بسببهم، فالكون مسخر لأهل البيت! ولديهم علم الغيب! ولهم صفات خارقة لا يعلمها الا هم! ولديهم كل العلوم الطبية والطبيعية، وكيف أنهم يعرفون جميع العلوم والنظريات التي يعرفها الغرب والتي لا يعرفها ايضا، أي أنهم يعلمون بتاريخ البشرية وبكل تفاصيله حتي يوم يبعثون.

 

مسائل معاصرة للتفكير

 

وبما أنني لا أستطيع أن اجادل في مسئلة حصول العديد من المعجزات لهم في زمنهم، مثل رجوع الشمس للأمام علي بعد فوات وقت الصلاة لكي يصلي، فعلى الرغم من عصمته عن الخطأ فقد نسى أن يصلى تلك الصلاة فقام الله باعادة الشمس إليه ليصلي، كذلك فأنني لا أستطيع أن ؟أناقش في صفاتهم الخارقة في كل شئ أثناء حياتهم فقد قررت أن أومن بذلك بدون تردد فنحن نؤمن بالله دون أن نراه، وكذلك هنا فلا يجب أن ترى كل شئ لتؤمن به، الا أنني قررت أن أتأكد من مسئلتين بنفسي ومن واقع الزمان الذي أعيش فيه، ولم يكن ذلك تكذيبا بل كان لغرض تقوية الأيمان بال البيت وبعلومهم التي حرمتنا الغربة منها، وهاتين المسئلتين هما علوم اهل البيت الطبيعيه مثل الطب الرياضيات الكيمياء والفيزياء،  وثانيا تتبع أثار معجزاتهم التي حصلت في هذا الزمان والتأكد منها، ولنبدأ بالمسئلة الأولى حيث بدأت رحلتي في البحث عن كتبهم ومؤلفاتهم، حيث كانت قليلة جدا في المنطقة مما اضطرني الى اتباع العديد من الطرق في الحصول عليها وكان أحد هذه الطرق هو السفر الى العراق و ايران، وبالفعل بدأت في قراءة جميع ماقد وقعت عليه يدي، وكنت على اتصال هاتفيا مع بعض المشايخ اللذين افادوني بوجود مثل هذه الكتب التي تثبت أن أهل البيت لهم الفضل في جميع العلوم وان بعض كتبهم تحتوي بعض النظريات التي أكتشف في هذا الزمان واثبت العلم صحتها وسيثبت الباقي مستقبلا.

 

 وفي كل مرة كان أحد الشيوخ يشير لي لأحد الكتب فأتجه له واقراءة و لا أجد به أي اثبات قطعي بوجود علم او أكتشاف لم يكتشفه أحد من قبل، وتكررت معي هذه المسئله مرات عديدة حتى مل منى الشيوخ واتهموني بالشكاك، فسبحان الله، وهل أكون شكاكا عندما أطلب اثباتا على علم أهل البيت. وعندا أخبرت أحد الشيوخ بذلك أخذ يضحك على قصتي وقال لي أجل أن لديهم كل العلوم وحتى النظرية النسبيه، الا أنهم لم يخبروا أحد بها لأنهم خلقوا في زمان كان الناس فيه جهلاء فأن تحدثوا بهذا فسيتهموهم بالجنون، لذلك فهم لم يكتبوا للناس عن هذا بصورة مباشرة وانك تحتاج الى عالم متبحر في العلم ليشرح لك معاني كتبهم والتي لا يشك في احتواها على كل العلوم الا كافر بالله!!!، وطبعا عندما تذهب لهذا العالم فأنه سيلف ويدور ويذهب بك للبحر ويرجع ميت من العطش، وبدون أي معلمة مفيدة واحدة، سيتكلم ويوصف ويقص ويوضح، وفي الختام تكتشف ان حصيلتك النهائية بعض القصص التاريخية والأحداث مع بعض الطلاسم.

 

علومنا واختراعاتنا الشيعية

 

ففي حين نجد أن هناك بعض المسلمين العاديين كانت لهم بعض الأكتشافات العلمية المتواضعه التي دونوها في كتبهم والتي بقيت كدليل لما توصلوا اليه من مرتبة علمية في زمانهم، لا نجد ما يدل على ذلك لدى أهل البيت وعلمائهم بالشكل الذي ينادي به شيوخنا وملالينا في المساجد والحسينيات، حيث تقتصر المؤلفات على العلوم الدينية وسيرة النبي واله و بعض التوجيهات والنصائح والعلاج بالتداوي بالأعشاب، ، وبعض الطرق التي يتشارك فيها معهم من كان بزمانهم، وانا شخصيا وجدت في كتب ائمتنا الكثير مما هو مفيد ويكفينا أن نتبع ماجاء منهم لنكون من الصالحين بأذن الله ، وحتى عندما تقرأ هذه الكتب على قلتها نسبيا، تجد أن معلوماتها قليلة ومتواضعه من الناحية العلمية وليس به من الأختراع او الأبتكار بشئ.

 

 الا أن بعض من كتب وشرح عن هذه الكتب بالغ كثيرا وذهب الى أبعد من المنطق، فتجده يأخذ سطرا مطلسما به بضعة كلمات وكل كلمة تحتمل عشرة تأويل ويشرح منها ثلاثون صفحة، ويقول لك في الأخير أن الأمام قصد كل هذه المعلومات الحديثة من ذلك السطر الذي لا يتجاوز بضع كلمات بعد أن يربطه بأختراع أو ابتكار لم يستطيع أن يثبت صحته الا الغربيين، وطبعا يطلب منك التهليل والتكبير بعد ذلك، فهل  هذا معقول أن الله قد يعطي اناس كل شئ ومن ضمنها البلاغة المتناهية بالأضافه الى معرفة كل العلوم والغيبيات ، ولا يستطيعون أن يبلغوا الناس بصورة مبسطة جدا عن هذه العلوم، وليس هذا وحسب بل أن من يثبت هذه العلوم هم الغرب غير المسلم، ليقوم فيما بعد المسلمين بتأليف الكتب لتربط هذا بذاك واننا قد سبقناهم في كل شئ، و على ما يبدوا أن كل العلم عندنا ولكننا لا يجب ان نستخدمه أبدا ويجب أن نكتفي بمعرفته فقط،   بينما يتم التطبيق دائما عند غيرنا فهم خلقوا سخرة لنا ليخدموننا نحن أسياد الحق الالهي، بينما نتفرغ نحن للعبادة التي خلقنا لها، لماذا لا يوجد ولا كتاب واحد على الرغم من تبحر الأئمة في اللغة وبالتالي مقدرتهم على النزول للناس وفهمهم كما فعلوا في تأليف كتبهم الدينية الواضحة وضوح الشمس، لماذا لم يعطونا من علمهم بكتاب مبسط، بحيث لا تحتاج لمترجم (كما يفعل الكفار اليوم في مؤلفاتهم) عن هذه العلوم لتكون دليلا قاطعا في يدنا، لا شك ولا ريب فيه ولو ببعض الأختراعات او الأبتكارات التي تفيد الناس في حياتهم، و تساعدهم على عبادة الله بصورة أفضل، مثلا أن يقوم أحد الائمة (س) بأختراع بوصلة لتحديد القبله أو اله لتحديد مواقيت الصلاة بدقه أو حتى لمبه لتهدي المصلين الى المسجد في لصلاة الفجر.

 

وطبعا فأنني أدعوا كل من يقرأ السطور السابقة، أن يبحث معي عن أي شئ من كتب أهل البيت التي تثبت ان لديهم علوم الدنيا كلها، ولعلي سأكتفي بطلب بعض العلوم أو النظريات أو الفرضيات، لا بل نظرية أو أكتشاف علمي واحد حتى لو كان صغيرا جيدا، أو حتى تفسير علمي لأي ظاهرة أثبت العلم الحديث صحتها، بشرط أن يكون هذا مدونا في أحد كتب أهل البيت بشكل واضح وصريح ولا يقبل التأويل ويكون مبنيا على براهين وليس كلاما انشائيا، اود أن أقول لمن سيبحث عن هذا بموضوعية وبحياد تام وبدون راي مسبق،ان طريقك طويل جدا ولن تجد له نهاية اذا اردت أن تثبت عكس ما قد قلت. هذا ما توصلت الية بشأن العلوم، فلم أجد علوما ومن يجد ذلك سأكون ممتنا له لو أخبرني عن أسم المؤلف، بشرط ان يكون الكتاب موثقا ولا يحتوى على روايات لا يعرف صحتها من خطئها.

 

معجزاتنا الشيعية المعاصرة

 

أما المسئلة الأخرى فهي المعجزات و الكرامات والتقديس لكل ما هو متعلق بأهل البيت، والتي قمت بالبحث فيها بشكل دقيق، وساعدني أحد الأصدقاء الذي سبقني في البحث في هذا الأمر، حيث أسعدنى أن يكون أحد غيري يبحث في هذا الأمر ويحاول أن يصحح وضع الناس الحالي الذي يعيدنا الى ايام الجاهلية، حيث عاش الكثير منها بنفسه واصطحبني الى أماكن حدوثها وكيف أن الناس ضنوا انها معجزة من جهلهم، وليتأكد بنفسه من جهل الناس ومدى تقبلهم للخرافة فقد أخبرني  أنه كتب بعض الرسائل التي تحتوى على قصة معجزة ملفقه من رأسه، و التي طلب في نهايتها أنه يجب على من يقرئها أن يكتبها عدة مرات و الا فأنه سيموت كما حدث لشخص لم يصدق وتجاهل هذه الرسالة، فكان جزاء عدم تصديقة بمعجزات اهل البيت أن يموت، والجدير ذكرة أنه قد اراني الرساله الأصلية وبرفاتها التي كتبها بنفسة، بالأضافة الى نفس الرسالة وقد وصلته من ثلاثة اشخاص!!! بعد زاد عدد الأشخاص اللذين تم الأشارة الى موتهم في اخر الرسالة !!، هل بعد هذا الجهل جهل!!.

 

 كذلك فقد اراني صديقي احدى الحسينيات القديمة التي انشق خزان المياه القديم الذي يعلوها، وتسرب الماء في يوم عاشوراء، فضج الناس وصرخوا بأن معجزة حصلت، و بأن المبنى أخذ يبكي على الحسين واهل بيته، وان هذا المبنى هو على مذهب أهل البيت!!!،وليأتي المكذبون لنفقأ عينهم بهذه المعجزة الخارقة. بينما افتى الشيوخ والعلماء بأن هذا ليس بغريب على أهل البيت، وجاؤا ليتبركوا بالماء، وقال بعضهم انه ربما ان اهل الحسين قصد ان يبردوا على شيعتهم في هذا اليوم الحار المقدس، ولكم ان تتخيلوا موقف هؤلاء بعد أن أنكشف الأمر في اليوم التالي!!، وللعلم فأن بعضهم ممن قابلتهم مازال يصر انها معجزة وان بعض الحاقدين قد ذهب الى سطح الحسينية ليلا وخرب خزان المياه ليتسرب الماء لكي يثبت عدم صحتها!!، وهؤلا سيعاقبهم الله يوم القيامه أشد عقاب أن لم يكن قد عاقبهم أصلا بأن قلبهم خرفانا مثلا، كما حصل للذي سخر من الحسين وشبة رأسة براس خروف بالقدر، فقام الله بخسفه خروفا!!!، فأذا كان قاتل الحسين واهل بيته ومن لعب برأسه الشريف لم يخسف، فهل سيخسف من ثقب خزانا أو سيتحول أحد السفهاء الخروف بسبب تشبيه لرأس الحسين براس خروف في قدر.

 

 بينما نجد أن معجزة اخرى حدثت بسبب انفجار انابيب صدئة ممدة في جدران أحدى الحسينيات القديمة، مما أذى الى تسرب المياه من الجدران القديمة، فما كان من الناس الا أن هللو وكبروا بأن الجدار يصيح دما على مصاب الحسين، ولعل عدد مثل هذه القصص يفوق عدد شعر الرأس فلا يمر يوم الا وتظهر معجزة في مكان ما تدل على قوة ومعجزات أهل البيت حتى بعد أن ماتوا بمئات السنين، فأرواحهم في كل مكان لتقوم بعمل المعجزات، فهذه المعجزات والوقائع لا تحدث لا لنا نحن الشيعه، ولا يمكن أن تحدث لأي شخص لا يصدق بمعجزاتهم التي لا زالت مستمرة الى الان، والتي من ابرز سماتها انها تظهر عادة لشخص واحد (يعني لا من شاف ولا من دري) واما أن نصدقة أو أننا شاكين في أهل البيت ومقدرتهم، وتكون عادة المعجزة مساعدة كشفاء من مرض أو خلاص من كرب. كما أن هذه المعجزات تظهر في غالب الأحيان في الليل أو كأحلام حيث يظهر أحد الأئمة وعادة يكون الحسين أو العباس،أو السيدة فاطمة أو زينب (يظهرون للنساء فقط) ليخبروا عن شئ سيحدث أو معلومة مفيدة  للشخص الذي حلم بهذه المعجزة. 

وطبعا فأن هذه الأحداث لا تكون حقيقية وتنم عن جهل وتجعل منا أضحوكة لمن اراد أن يتندر، ويمكن أن يختلقها أي شخص ويدعي أنها قد حدثت ، وعليك أن تصدق فقط، ولعل شيوخنا للأسف الشديد يساعدون في ظهور مثل هذا الأخبار وانتشارها بمباركتهم لها وبعدم استبعادها على أهل البيت، اللذين لا يبخلون علينا نحن شيعتهم بشئ.

 

تسمع  وتقرأ ولا تشوف

 

وقد قمت بنفسي بالسفر الى عدة أضرحة سواء في ايران أو العراق وسوريا، و وجدت هنا من هالتني تصرفاتهم عدا بأن يكونوا على نفس مذهبي، فقد أمر الله ان لا يحج الى البيت الا من استطاع اليه سبيلا ومن لم يستطيع فهو غير مذنب، بينما وجدت في بعض الكتب وسمعت من بعض العلماء أن من لا  يزور الأئمة ولو مرة بعمرة يحرم من شفاعتهم التي تمحي الذنوب وان كانت كزبد البحر!!!، لعل هذه الكلمه يسمعها كل من يجالس شيوخنا، كما أنك لا تسمع لديهم من علم الرياضيات الا كلمة "يعادل" أو "تعادل"، حيث أن بعض الزيارات تعادل عمرة بينما يعادل بعضها حجة كزيارة مرقد الأمام علي، حيث وجدت الناس يبكون ويصيحون ويطلبون الرحمة والمساعدة من الأمام، وربما يكون هذا جائزا أن نتذكر أهل البيت وفضلهم في نقل الدين للناس، الا انه من غير المنطقي أن تتحول المسئلة الى حج، حيث توجد أدعيه وطقوس و أنواع من الصلوات لكل يوم من ايام الزيارة، ولم ترد ابدا عن الرسول. والبعض الأخر يروي أن بعض الائمة يرمى من لم يأتيه متطهرا ومؤمنا غي مذنب، بينما عندما كنت في مرقدة علية السلام وجد من الموبقات ما يندى له الجبين، فأيدي اللصوص تمتد الى المحافظ لسرقتها، بينما تمتد بعد الأيدي الأخرى لعمل أشياء لا تليق بقداسة المكان ابدا، وبالرغم من ذلك لم يحدث لأحد شئ أبدا، حتى انك عندما تكون وسط الزحام لتشم روائح لبعض لا يمكن أن تنتج الا من جسم لم يذق رائحة من أكثر من شهر!!.

 

 ولعل من اطلق هذا الأشاعات لم يعرف أن أغلب أضرحتنا المقدرسة قد تم هدمها في يوم من الأيام على ايدي جماعة مسلمة لا تؤمن بها، ويذكر التاريخ أن هذه الأضرحة قد سوت بالأرض واحرقت، وعلى الرغم من هذا العمل فقد أعتقد الناس أن معجزة ستظهر من أحد الائمة رضوان الله عليهم لتوقف هؤلاء عند حدهم وتقلبهم حجارة أو تخسف بهم الأرض، الا أن شئ من هذا لم يحصل فقد استمروا في عملهم بتهديم المراقد وساووها بالأرض واخذو ذهب القبب معهم وذهبوا الى اهاليهم سالمين غانمين، ليس هذا وحسب بل لقد سهل الله عليهم نشر عقيدتهم واعزهم الله وذريتهم.

 

 وما أريد أن أقوله هنا أن هذه الأماكن مقدسة لوجود الأئمة فيها فقط لاغير، و ليس فيها أي شي اخر مقدس مثل سياجها أو أرضها، فالائمه سلام الله عليهم لم يستطيعوا أن يحمون أنفسهم من القتل من بشر مثلهم ولم يستطيعوا شفاء الناس بالمعجزات النومية اثناء حياتهم، فهل سيقومون بذلك بعد وفاتهم. وهذا ليس تقليل من شأن أهل البيت أبدا ، تساؤل عن صحة ما يناقلة الناس من أشياء لا يوجد لها ولا أي اثبات الا الروايات المتواترة.

 

 وليت المسئله تقف عند هذا بل نجد أن البعض يجعل هذا المكان مثل المستشفى التخصصي الذي يلجأ اليه المريض في الأمراض المستعصية، فتجد الناس هناك المريضة بكل الأمراض وخصوصا المستعصية منها يطلبون من صاحب المرقد أن يشفيهم، عافانا الله واياكم من هذه الأمراض، وكأن وظيفة الأمام أن يعمل طبيبا ليشفي الناس، وقد سئلت بعض الناس عن حالتهم بعد الزيارة ، وكما كنت أتوقع، فكانو يجيبونني انهم بالفعل بدأوا يشعرون بتحسن، فور انتهائهم من طقوس الزيارة، أنهم بالفعل مساكين، فما فعلته بهم الزيارة هو نفس فعل الدواء الكاذب، فيكفي أن تؤمن ايمانا كاملا أنه الدواء الذي سيشفيك، لتشعر بعد تناوله بتحسن، فأن كان مرضك مستعصيا فيزول هذا التأثير بعد فترة وجيزة ويطغى علية الشعور بألم المرض، أما اذا كان بك وهم فستشعر انك شفيت لأنك لم تكن تشتكي من شئ أصلا. ولعل الناس هنا تتفنن في اعطائك المياه المباركة، واحيانا الأكل المبارك، وكذلك الخيوط والأقمشة المباركة التي تم تمسيحها بسياج الضريح.

 

أماكن الحق الالهي

 

فبأختصار فأن كل شئ هناك مبارك ومقدس جدا، ولكنك لن تجد علوم أو براهين روايات متواترة فقط وعليك تصديق هذه الرويات المقدسة والا خرجت من المذهب، حتى الزواج المؤقت متوفر وهو ينصح به جدا اذا أجتمع مع الزيارة ، فستضرب عصفورين بحجر فستحصل على أجر عدد من العمرات والحجات بسبب الزيارة وكذلك ستضمن الجنه بسبب الزواج!!!(انظر كيف اصبحت الحجات والعمرات مقياس للأجر!!)، فعندما تتزوج مرة فأنت تحصل على مقام فلان وعندم تتزوج مرات فأنك تحصل على أجر من هو أعلى منه، وهكذا كلما واد العدد كلما زاد الأجر، فحتى السياج الذي يحيط بالمرقد الشريف هو مقدس ويشع منه نور لا يراه الا المؤمن الحق، بينما هو نفسه قد يصدر كهربا ترمي بالنجس خارج المرقد اذا لمسة!!(هذه معجزة أن أئمتنا أكتشفوا الكهرباء واستخدموها قبل الغرب الكافر المدعي)، على الرغم من أنه صنع من معدن وكان يمكن أن يكون في أي مكان غير هذا المكان مثل سياج سجن مثلا، الا أنه بوجودة في هذا المكان يكتسب صفات خارقه لم تحدث ولم يرها أحد عبر التاريخ ابدا، فكيف يكون كل هذا التقديس لكل شئ، هل هي طبيعة فينا بسبب ضعفنا وما عانيناه من اضطهاد عبر التاريخ، بأن كل ما هو متعلق بال البيت مقدس مهما كان، هل يقبل العقل هذا ؟ وطبعا بالرغم من كل ذلك فلا  يجرؤ اكبر شنب فينا نحن الشيعة حتى مراجعنا أن يفهم الناس بالحقيقة التي يفهما حتى الطفل الصغير. حتى ان بعضهم صرح بأن هذه الأشياء لا تجوز ولكنه لا يستطيع منع الناس عن محبة ال البيت الألتجاء اليهم.

 

 واذا كانت أضرحتنا تشفي مرضانا فلماذا يذهب مراجعنا الى العلاج بالخارج ويصرف مئات الالاف على علاجهم، أو ليس الأفضل أن يذهب الى المقام ويدعو الله ان يشفيه بدل مصاريف العلاج الباهضة التي يمكن أن توزع على فقراءنا بدلا من أن تعطى لمستشفيات الكفاراللذين يحاربوننا بهذه الأموال التي تضخ في اقتصادهم بسبب علاجنا عندهم، ولعل ما ينطبق على المرجع ينطبق على الشيخ وعلينا جميعا، فلنغلق المستشفيات ونتجه للمقامات، ونطلب ممن دفن منذ مئات السنين فيها أن يعالجنا.

 

واقعنا المعاصر ودور المشايخ المفقود

 

يقوم المشايخ والعلماء بدور كبير في ارشاد الناس وتوجيههم ونصحهم، وهذا ما يحصل لذي جميع المذاهب الأسلامية الأخرى، الا أن الوضع لدينا مختلف كثيرا، فنجد أن الشيوخ يبيحون لأنفسهم دور واسع جدا يدخل في أدق تفاصيل الحياة اليومية، فهم من يفهم في كل شئ حتى المستجدات التي لا تخصهم لا من قريب ولا من بعيد، كذلك فأنهم يقومون بالتزويج بنوعية الدائم والمؤقت، وكذلك فأنهم يحصلون على زكاة وأخماس الناس التي تقدر بالملايين، ولا يتجرأ أحد حتى على السؤال أين ذهبت هذه الأموال، فالثقة لا حدود لها، ويكفى أنهم حملة علم أهل البيت لنقوم لهم بالأحترام والتبجيل، فعندما يدخل عليك أحد هؤلاء الشيوخ، وبالأخص عندما تكون عمامته سوداء، فأنك ترى الناس كيف تقوم والخشوع والمسكنه على وجوهها لتقبيل جبينه أو يديه، وتسئلة الدعاء لها وحواجبها مرتخية للأسفل ليقوم بعمل واسطة لهم عند الله بأن يغفر لهم، لقد أوردت ماسبق لأبين مكانة علمائنا عندنا.

 

 وبالمقابل نجد أن هؤلاء الشيوخ يقومون بأحياء ذكرى ال البيت وذلك بنقل علمهم وتدريسه و أخبار سيرتهم اثناء المجالس الحسينية، ولعله من الجيد أن نتمسك بعلوم أهل البيت وفقههم وان نتتبع علومهم الدينية، الا أن من  غير المعقول هو ما يقوم به شيوخنا وملالينا أثناء انعقاد المجالس الحسينية، التي تحولت الى مكان للطم والضرب، وكأن أحد من ال البيت أمر الناس بأن يفعلوا هذا، والغريب هنا أننا نجد أن هؤلاء الشيوخ قد أتخذوا من هذا الأمر، حرفة يكسب منها الاف الريالات، فبالأضافة الى الخمس الذي يؤتمن عليه معظمهم، نجد أن دخل بعضهم من هذه المجالس يتجاوز الالف، مما يسمح له بالزواج بأكثر من واحدة وبناء بيت كبير وسيارة فاخرة، وهذا طبعا ليس حال كل الشيوخ، فهناك من تواضع لله وعاش مكرسا وقته لصلاح الناس تاركا الدنيا وراءه. وكلا النوعين يقعون في نفس المشكلة للأسف، فعلى الرغم من ايمانهم بأن ما يحصل في الحسينيات من لطم وضرب ليس له دليل من الدين، الا أن معظمهم يبارك ذلك ولا يستنكرة، بل ويشارك في الرداديات وفي التنظيم لذلك، بحجة انه شئ مستحب لأبداء محبة أهل البيت اللذين أمرونا بأحياء امرهم.

 

مجالسنا الحسينية السنوية ومواضيعها وفوائدها

 

كل عام نقوم بالتجمع في المساجد والحسينيات و يظهر لنا الشيخ أو الملا، ليقوم بالقاء خطبة منمقة علينا، وتتنوع المواضيع وتعدد، وسواء أكان ذلك الشيخ يعلم بماذا يتحدث أم لا، فأنه يفيض في شرح الأمر ويتبحبح، و الناس كأن على رؤسهم الطير، جالسين يستمعون بأهتمام تام وبخشوع وحزن غير مسبوق، هل هذه هي الطريقة المثلى لقضاء هذه الأوقات والأستفادة منها، بأن نستمع لخطبة يمكنك أن تقراء معلومات عن موضوعها بشكل أكثر فعالية عبر مقال في جريدة أو موضوع في كتاب، هل لهذه الأمور تجتمع الناس، ام ان الغرض منها ان يقوم الشيخ بأستعراض طبقات صوته التي يعتبر مقدسا ولا يمكن أن تأتي النار على حنجرته مهما حصل منه، لأنها صدحت بذكر أهل البيت كما أخبرني أحد الملالي.

 وأنا لست ضد ذكر أهل البيت والاستفادة من حياتهم، فأنا منذ رجوعي من الخارج وأنا مداوم على حضور هذه المجالس ولا توجد لدي رغبه في تركها وان لم يعجبني ما يدور فيها، ولكنني أتوقف بيني وبين نفسي عند ما سأستفيد ه من هذا الوقت الذي يستهلك ساعات طوال سنويا من عمري، فنحن نستمع لما يقول هؤلاء الشيوخ سواء كان صحيحا أم لا، وهو لديه الحرية في أن يتكلم في كل شئ سواء فهم فيه أم لم يفهم، المهم أن يتكلم، والمحصلة أنك تخرج من ذلك المجلس وقد شحنت بطاقة حماسية وحزينة بسبب موال ذلك الشيخ الصادح، والذي يوصف بدقة متناهية أحداث المعركة، حتى أن لتخاف أن يهوي عليك أحدهم بالسيف ليجتز رأسك أو أن يأتيك سهم من أحد الجهات ليخترق جسدك من شدة معايشتك للواقعة أثناء المجلس.

 

والسؤال هنا ما هي الفائدة من كل هذا يا جماعة لقد حضر البعض مثل هذه المجالس عشرات المرات وبدون أدنى فائدة، ما لذي استفدت أنت والناس سوى حفظهم للقصة عن ظهر قلب، لدرجة ترديدهم للكلام قبل الرادود أحيانا!!!. هذا ما يحصل كل سنة وبدون تغيير أبدا، وليس هذا وحسب بل يذهب بعض الشيوخ إلى تسويق بعض المعجزات التي حدثت مؤخرا وكيف أنها بسبب أهل البيت وهي من دلائل علمهم ومقدرتهم، وبالتالي فهم يرسخون في عقول الناس الخرافات التي يكتشف الناس بعد فترة عدم صحتها وانها نسج اللامعقول، إلا أنهم يعودون ويصدقون هؤلاء الشيوخ خصوصا في لحظة رهبة مواجهة ذلك الشيخ الذي لا يقول غير الصحيح، حتى لو ثبت سابقا أنه قد أخبر بالعديد من القصص والمعلومات التي تثبت بالدليل القاطع عدم صحتها، وكأن حال الناس يقوم : سنصدقهم مهما قالو وفي أمر خاضوا فيه سواء فهموا ما تكلموا به أم لا، وسواء كذبوا علينا أو صدقوا فكل ما قالوه في ذمتهم هم وليس نحن، وهم من سيحاسب عنها في هذا الأمر أن وجهونا الى الخطأ!!!!.

 

الى متى هذا الوضع، و هل سنستمر هكذا للأبد؟

 

هل يعقل هذا بأن تنتشر كل هذه الأفكار بيننا، وان لا يقوم ولا شيخ واحد بنفض هذا الغبار عنا ويقولها وبكل صراحة: اتركوا هذه الخرافات يا ناس، ولا تصدقوا من يكذبوا بأسماء أهل بيت الرسول مهما علت مكانته، كفانا تجاهل لهذه الأمور التي تنهش فينا وفي عقولنا وتجعلنا من أكثر الناس تخلفنا، ولعلة ليس بغريب عندنا عندما يذهب بعضنا لأحد الشيوخ لفك السحر أو بشخص مريض نفسيا ليخبرنا هذا الشيخ الدكتور بأنه لديه مس بالجن وأن أحدهم قد عمل له سحرا، وتبدأ جلسات العلاج والتي يتخللها العديد من الوصفات، ولعل ما ينطبق على الدواء الكاذب ينطبق هنا أيضا، فأما أن يكون الشخص سليما إلا من بعض الأوهام والتهيئات فيشعر بالشفا بعد جلسات العلاج، أو لا يشفى وتتأزم حالته بسبب جهل ذلك الشيخ وتفسيره الخاطئ، وهنا يلجأ الشيوخ إلى أعذار متعددة لتبرير فشلهم، مثل أن يقول أنه نجح في إخراج الجني ولكنه خرج واخذ مع جزء من عقل المريض!!، وفي بعض الأحيان يقول ذلك الحقيقة بأن هذا الجني راكب رأسه ولا يريد الخروج أبد ، يعني معاند، وطبعا بما أن هذا الشيخ على مذهبنا فيجب أن نصدق كلامه وخصوصا عندما يكون بالقرب من ضريح مهم وثبت طلبه بالأستعانه بمعجزات أهل البيت في العلاج، يجب أن نصدقه ونحن متأكدين انه يسير بنا في طريق النور الذي سيوصلنا في النهاية إلى الشفاء وإلا فأنا مشككين في أهل البيت وحاملين علمهم، هل هذا معقول أنه حتى الآن لم يتجرأ مرجع شيخا أو ملا على أن يحث الناس على ترك هذه الأشياء تماما والتي أضحكت الناس علينا، ولا يصدقها عاقل أبدا، أليس إزالة هذه الأكاذيب من عقول الناس ودعوتهم للعيش بواقعية هو أهم من تذكر بعض الأحداث الدموية التي حصلت لآل البيت وأصبحنا نحفظها كلمة كلمة من كثرة التكرار ونبكي أو نتباكى عليها في فترة متكررة من كل سنة، ثم تعود ريما لعادتها القديمة.

 

 فبعد أن ننتهي من البكاء والدعاء على من كان السبب و نتحسف بأننا لم نكن معهم لنفوز فوزا عظيما، ولعل لي وقفة هنا وهي أننا ندعوا الله في كل مرة بأننا لو كنا معهم لفزنا فوزا عظيما وبالتالي لن يموت الحسين (س)، كيف سيتم ذلك؟ هل نحن من سينصر الحسين وقد أعطاه الله القوة الخارقة وكل العلوم وعلم الغيب بحي انه كان يعلم أين سيموت أي أن الله قدر قد ذلك منذ الخليقة، فهل وجودنا معه سيغير قدر الله، أنني أدعوا كل من يقرأ هذه السطور أن يتفكر ولو قليلا في واقعنا المضحك المبكي، فقد وهبنا الله هذا العقل لنتفكر به وليس لنتلقى أفكار ومقولات غيرنا بدون تدقيق وتمحيص، وكأن هذا الآخر هو المخول بالتفكر بالنيابة عنا، وما علينا إلا السمع والطاعة، أعلم أننا لا نستطيع تغيير المجتمع لأنه هناك الكثيرين ممن هم مرتاحون في وضعهم هذا اللذين يجدون فيه تفسيرا مريحا لكل ما يواجههم، لذا أرى أن نبدأ بأنفسنا بأن لا نصدق هذه الأكاذيب، وان نحث الشيوخ على تغيير تفكيرهم فيها وان يتولوا تطهير مذهبا منها فهذه وظيفتهم، وان لا يسمعوا لنا من هنا ويرمون من هنا، ولسان حالهم، فما دام أن هذا يزيد من حب وتصديق الناس فلا بأس به، مهما كان.

 

 

 

الخاتمة

 

 ولعلكم تتساءلون لماذا لا أقوم أنا وصاحبي بهذه المهمة بصفتي بحثت وحققت وبها، فأقول لكم بأنني قد فعلت ذلك وذهبت للعديد من الشيوخ اللذين لم يبالوا بما أخبرتهم به، سوى ردهم البارد بأن كلامك به الكثير من الصحة، بل ذهب بعضهم باتهامي بأنني أشكك في مقدرة أهل البيت على أظهار ما يسمونه المعجزات للناس لتثبيتهم على مذهبهم، وبالتالي فأني سأحرم من شفاعتهم يوم القيام لأنه من أساس مذهبا أن نؤمن إيمانا مطلقا لا نقاش فيه بأهل البيت وبالتالي بما يصدر منه سواء أمواتا أو أحياء ، حتى بعد أن قمت بالذهاب إلى أحدهم واختلقت له أكذوبة أنني مريض بالمس و أخبرته ببعض الأفكار التي تأتيني حين يزيد الألم برأسي في الليل، وأنني أشعر أن شخص ذو ثوب ابيض يظهر لي بالفجر يشبه صورة العباس التي توزع بالعراق و يمسح على رأسي كلما ظهر لي الألم و الوسواس، وبعدها يختفي الألم وهكذا في كل مرة، فقام بفحصي وكأنه خبير طبي وحدد حالتي بأني الذي بي هو جني يهودي يحاول أن يجعلني أغير ديني إلى اليهودية، وعندما يحظر إليك العباس ليذهب عنك هذا السوء ، وشرح لي كيف أن هذا الجني لا يتأدب ويرجع في كل مرة، وطلب مني أن أنذر نذرا للسيدة زينب ليقوم هو العباس بمساعدتي على التخلص من هذا الجني اليهودي الملعون، و انا لا أعلم أن كان هذا الشيخ يعلم بأن اليهود لا يبشرون بدينهم بل انه لا يريدون ان يدخل بدينهم غير اليهود، الا أن الواضح أن هذا هو ما قد جاء برأسه في تلك اللحظة، والغريب أنني عندما أخبرته إنني كنت أمزح معه فقط لا غير فأنه لم يحرج أو يتراجع عن كلامه أبدا، بل ضل مصرا على أن في رأسي جنيا يهوديا يحاول إغوائي!!! وأن أهل البيت لن يتركوه يفعل ذلك بي.

 

 فإذا كان بعض شيوخنا على هذا الحال من الجهل فما هو وضع الناس، والسؤال هنا هل هذا الوضع سيرضي رسول الله وال بيته، عندما يروننا ونحن هكذا ، الجهل ينهشنا من كل النواحي ونزداد تأخرا وتخلفا باٍسم الدين والأيمان، هل سيرض هذا الوضع الله عندما نحشر يوم القيامة ونخبره إننا نعالج مرضانا عند قبور أئمتنا والقليل يشفى (بسبب الوهم) بينما يموت الأغلبية، هل سيفاخر بنا رسول الله بين الأمم بهذه المعتقدات المخجلة التي لا تنم إلا عن  مجتمع جاهل مسه التطور في كل شئ ماديا فقط، بينما بقيت أفكاره العالقة به منذ القرون الوسطي بلا تغيير، بل مما زاد الطين أن يتفاخر بها الناس.

 

 هل سنخبر رسول بأننا قد وضعنا لنا 12 ربا غير الله وهم أئمتنا سلام الله عليهم اللذين جعلناهم بصفات ربوبية لا يصل لها حتى الأنبياء، وان هؤلاء يشتركون مع الله في كل شئ إلا الخلق والموت، حتى بعد أن توفاهم الله بقوا بيننا نزورهم عند قبورهم ويعالجون مرضانا، وليس هذا وحسب بل يأتون لنا في أي مكان أحيانا ليشفون مرضانا الذين لا يستطيعون الذهاب إليهم، يا ترى هل هذا يرجع لضعفنا وقلة حليتنا بأن نجعل لك شئ سبب خارق ومعجزة ونغلق باب التفكير والعقل، لذلك نجد أن أهل البيت جاهزون للصق بهم أي أكذوبة، لأنهم قد ماتوا ولا يستطيعون أن ينفوا هذه الواقعة أو تلك، فيستمر الناس في التلاعب والكذب بأسمائهم. أما آن لنا أن لنا نحكم عقولنا في الأمور حتى لو أتانا النبأ من رجل دين أو مرجع.

 

أسئل الله أن يصلحنا ويلهمنا وإياكم الصلاح في الدنيا و الآخرة،،،

http://www.forsh.8m.net